آخر الأخبارأخبارأخبار العالم

صناعة الفضاء الإماراتية.. رؤية استشرافية لبناء قطاع مستدام

ت + ت – الحجم الطبيعي

حرصت حكومة الإمارات على تطوير قطاع الفضاء ومختلف القطاعات المرتبطة به، والانتقال نحو اقتصاد متنوع قائم على المعرفة، يركز على الإبداع والابتكار وتهيئة البيئة الداعمة للشركات للإسهام في نمو هذا القطاع وتمكين المواهب الشابة لبناء أجيال مؤهلة في شتى المجالات العلمية، ونجحت مشروعات الفضاء الإماراتية في أن تكون مصدر إلهام للمجتمع العربي بصفة عامة والمجتمع الإماراتي بصفة خاصة والذي بات على درجة كبيرة من الوعي بأهمية هذا القطاع الحيوي لمستقبل الإمارات وتحقيق تطلعات قيادتها الرشيدة في سباق التنافسية العالمية والريادة، خاصة وأن صناعة الفضاء تسهم في دفع المجتمع نحو المزيد من النمو والتطور بفضل الإنجازات والنتائج العلمية الإيجابية.

رؤية استشرافية

وتستهدف الرؤية الاستشرافية لقيادة الدولة إلى بناء قطاع فضائي متميز ومستدام يسهم في تنويع الاقتصاد ونموه، ويعزز الكفاءات الإماراتية، ويحفز من التعاون والشراكات بين المؤسسات ذات الصلة في القطاعات الحكومية والخاص والبحثي والأكاديمي، إلى جانب تشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي في صناعة الفضاء، وجذب الشركات الفضائية العالمية.

واستطاعت الإمارات خلال فترة وجيزة بفضل رؤيتها أن تؤسس قاعدة اقتصادية وبنية تحتية متطورة في شتى المجالات، وامتلاك كفاءات وطنية شابة وقدرات وممكنات جعلتها من أوائل الدول في المنطقة ضمن السباق العالمي لاكتشاف الفضاء، وبهدف ترسيخ قواعد صناعة الفضاء لأجيال المستقبل، ووضع الدولة في مصاف الدول المتقدمة، جاء إطلاق الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030 والتي تسهم في دعم تحقيق رؤية الإمارات في مجال صناعة الفضاء بمختلف علومه وتقنياته وتطبيقاته وخدماته، وتعنى الاستراتيجية بصناعة وأنشطة الفضاء لدولة الإمارات حتى عام 2030، وصولاً لمستهدفات «مئوية الإمارات 2071» ويشمل ذلك الأنشطة الفضائية الحكومية، والأنشطة التجارية، والأنشطة العلمية التي يقوم بتنفيذها الجهات العاملة في القطاعين العام والخاص والمؤسسات الأكاديمية ومراكز البحث والتطوير، كما تعنى أيضاً بالأنشطة الفضائية الدولية أو لدول أخرى والتي تشارك وتساهم فيها الجهات العاملة في الدولة.

كوادر وطنية

ويأتي بناء موارد بشرية وكوادر مواطنة عالية الكفاءة في مجال الفضاء واحداً من الأهداف الاستراتيجية المهمة التي حددتها القيادة الإماراتية لقطاع الفضاء، وحرصها على تطوير المعرفة والأبحاث العلمية التي تعود بالنفع على البشرية، والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة، في ظل بيئة فريدة تشجع وترعى ثقافة الابتكار في مجال الفضاء. وفي أبريل 2017، أطلقت دولة الإمارات «برنامج الإمارات لرواد الفضاء» الأول عربياً، ضمن البرنامج الوطني للفضاء الذي يديره مركز محمد بن راشد للفضاء.

شراكات دولية

وحرصت وكالة الإمارات للفضاء على تطوير الشراكات الدولية لتنمية قطاع الفضاء الوطني والمساهمة في نقل المعرفة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتمثيل الدولة في الاتفاقيات والبرامج والمحافل الدولية في مجال الفضاء واستخداماته السلمية، إلى جانب دعم المؤتمرات والندوات في هذا المجال الهام والمتنامي داخل الدولة والمشاركة فيها.

إنجازات

وحققت دولة الإمارات في قطاع الفضاء وصناعاته العديد من الإنجازات المهمة التي تعزز طموحاتها المستقبلية وتؤسس لقاعدة متينة في هذا القطاع الحيوي، ففي عام 2014، دخلت دولة الإمارات بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر إعلان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، عن إنشاء «وكالة الإمارات للفضاء»، وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، بقيادة فريق عمل إماراتي في رحلة استكشافية علمية تصل للكوكب الأحمر في عام 2021.

وفي 2015 انطلاق مركز محمد بن راشد للفضاء أسس لصناعة الأقمار الاصطناعية في الدولة، وكان للجهود البارزة للكفاءات الإماراتية التي تعمل في قطاع الفضاء بصمة جلية في تعزيز مسيرة إنجازات الدولة في هذا القطاع، وفي فبراير 2017 تم الإعلان عن مشروع «المريخ 2117» والذي يتضمن برنامجاً وطنياً لإعداد كوادر علمية بحثية تخصصية إماراتية في مجال استكشاف الكوكب الأحمر، كما أطلقت الإمارات في عام 2018 «خليفة سات»، أول قمر صناعي إماراتي صنع بالكامل في الدولة وبأيدي مهندسين إماراتيين 100 بالمئة.

وشهد أكتوبر 2020 الإعلان عن مشروع القمر الصناعي الإماراتي «MBZ-Sat»، ثاني قمر اصطناعي إماراتي يبنيه ويطوره بالكامل فريق من المهندسين الإماراتيين، بعد قمر «خليفة سات». كذلك أطلقت الدولة مبادرات نوعية وطموحة في قطاع الفضاء، وتم في سبتمبر 2020 الإعلان عن أول مهمة عربية لاستكشاف القمر، وذلك ضمن استراتيجية مركز محمد بن راشد للفضاء «2021 ـــــــ 2031»، كم تم الإعلان في أكتوبر 2021 عن مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليارات كيلومتر تصل خلالها كوكب الزهرة وسبع كويكبات ضمن المجموعة الشمسية.

برنامج وطني

وواصلت الدولة جهودها وتم في يوليو 2022 إطلاق البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرّادارية «سرب» لتطوير سرب من الأقمار الرّادارية والذي يوفر تصويراً رادارياً على مدار الساعة وفي جميع الأحوال الجوية، والإعلان عن تأسيس صندوق وطني بقيمة 3 مليارات درهم لدعم قطاع الفضاء في الدولة.

كما أطلقت الدولة مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، بهدف تطوير مُستكشف إماراتي الصنع للهبوط على سطح القمر، وانطلق «المستكشف راشد» نحو سطح القمر في ديسمبر 2022، ويدخل مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، ضمن الاستراتيجية الجديدة التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء 2021 – 2031، حيث يشمل المشروع تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي للقمر.

طباعة
Email




اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock