آخر الأخبارأخبارأخبار العالم

القاتل عمدًا.. هل تُقبل توبته؟.. مجدي عاشور يوضح آراء الفقها


02:02 م


الأربعاء 18 أغسطس 2021

كتبت – آمال سامي:

“هل للقاتل العمد من توبة؟” هكذا أرسل أحد متابعي دار الإفتاء تساؤله إلى الدار في إحدى حلقات بثها المباشر عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك، مشيرًا إلى أن هناك أحاديث تشير إلى أن له توبة وأخرى تقول إنه ليس له توبة، فما تفسير ذلك؟ يجيب الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بالدار، على هذا السؤال مؤكدًا ان كل الذنوب تقبل توبتها في الحياة الدنيا.

وأوضح عاشور أنه كان رأى سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه بأن القاتل العمد ليس له توبة، وقال أن الفقهاء قد تحدثوا في المسألة، موضحًا أن هناك فرق بين التوبة وبين أن يحبس أو يأخذ حكمًا، فقال الفقهاء هل تقبل توبة المشرك بالله أم لا؟ ولأنها تقبل قال الفقهاء أن كل ذنب حتى الشرك في الحياة الدنيا إذا تاب العبد توبة نصوحة تاب الله عليه، وذكر عاشور قوله تعالى: ” إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”، قائلًا أن هذه الآية في الآخرة وليست في الدنيا.

لكن يؤكد عاشور أن حق العباد يجب أن يؤخذ، فالحدود تقوم مقام التطهير، فإن تاب وأناب يتوب الله عليه لكن بشرط ألا يضيع حق الآخر وينفذ فيه الحكم.

وفي فتوى سابقة لدار الإفتاء المصرية عبر بوابتها الإلكترونية بنفس الخصوص، أكدت أن القتل العمد من أكبر الكبائر؛ لقول الله تعالى: “وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا”، فإن اقتص إن القاتل عمدًا أو عُفي عنه من أولياء المقتول سقط حق المطالبة في الآخرة، وأكدت الدار أن الله سبحانه وتعالى يغفر الله له إن تاب إليه توبة نصوحًا، فإن لم يتب بقي حق الله تعالى يحاسب عليه في الآخرة، “وهذا ما عليه جمهور الفقهاء أن للقاتل عمدًا ظلمًا توبة كسائر أصحاب الكبائر؛ للنصوصِ الخاصة الواردة في ذلك، والنصوصِ العامة الواردة في قبول توبة كل الناس؛ منها قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا)، ولأن توبة المشرك تُقبل بالإجماع، فتوبة القاتل أولى”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock