آخر الأخبارأخبارأخبار العالم

مسئول بـ«الصحة العالمية»: الوضع الوبائي بشرق المتوسط غير مستقر – مصر

قالت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بمنظمة الصحة العالمية، إن «الوضع الوبائى فى إقليم شرق المتوسط يمر بتقلبات عديدة فى الأسابيع الأخيرة، خاصة فى ظل تحورات فيروس كورونا، إذا شهدت بعض الدول انخفاضاً بالتزامن مع بدء توزيع اللقاحات»، مشيرة إلى أن هناك توقعات بارتفاع معدل الإصابات خلال أبريل ومايو، ولكن يمكن محاصرتها بتوسيع قاعدة التطعيم، والالتزام بتطبيق جميع التدابير الوقائية، ومواصلة ترصُّد الحالات والمخالطين.. إلى نص الحوار:

بداية.. كيف ترى المنظمة الوضع الوبائى لفيروس كورونا فى إقليم شرق المتوسط؟

– مر الوضع الوبائى فى الإقليم بتقلبات عديدة فى الأسابيع الأخيرة، وشهدت بعض البلدان انخفاضاً بالتزامن مع بدء توزيع اللقاح فيها، واستمر هذا الانخفاض لعدة أسابيع، لكن بلداناً أخرى شهدت فى الوقت نفسه ارتفاعاً فى أعداد حالات الإصابة، وربما يعود ذلك إلى اكتشاف التحورات الجديدة للفيروس فى العديد منها، والتى أثرت فى سرعة انتشار الفيروس، وربما يعود أيضاً إلى تراجع الالتزام بالتدابير الوقائية والإجراءات المتعلقة بالصحة العامة اعتماداً على بدء حملات التطعيم.

رنا الحجة لـ «الوطن »: توقعات بارتفاع معدل الإصابات بـ«كورونا» في «أبريل ومايو» لتراخى التدابير الوقائية

ما توقعاتكم للفيروس خلال أبريل ومايو.. خاصة بعد الحديث عن ترقب بزيادة أعداد الإصابات؟

– نأمل أن يؤدى التوسع فى حملات التطعيم إلى احتواء الزيادة فى أعداد الحالات، ولكن هذا يتطلب التزام الأفراد والمجتمعات بتطبيق جميع التدابير الوقائية، ومواصلة الحكومات والسلطات الصحية تطبيق إجراءات الصحة العامة، ومن أهمها مواصلة ترصُّد الحالات، وإجراء الاختبارات وتتبع المخالطين، وتحديث البروتوكولات العلاجية، وحث المجتمعات على الأخذ بالتدابير الوقائية كلها، وما لم يحدث ذلك فقد تستمر الأعداد فى الارتفاع.

تطور سلالات الفيروس يخضع لدراسات من كل شركاء المنظمة

ما هذه التوقعات بسبب موسم نشاط الفيروسات؟

– أغلب الفيروسات فى حالة نشاط دائم طوال الوقت، ولكن التراخى فى تطبيق إجراءات الصحة العامة وعدم الالتزام بالتدابير الوقائية من نظافة الأيدى وارتداء الكمامات وتجنب الازدحام والتهوية الجيدة، هو العدو الأول الذى يقف وراء ارتفاع حالات الإصابة ومعدلات الوفاة، ونوصى جميع الدول بمواصلة ما تم بذله من جهود طوال عام كامل بكل جدية، فالطريق لا يزال أمامنا، والجائحة لم تنتهِ بعد، والتحورات تسرّع وتيرة الانتشار، ومن ثم تجعل الالتزام والحسم والجدية فى التعامل مع الجائحة أموراً لا بديل عنها.

لقاح «أسترازينيكا» فعّال وآمن على المواطنين

ماذا عن وقف استخدام لقاح «أسترازينيكا» فى بعض الدول؟

– لقد اجتمعت اللجنة الفرعية المعنية بكورونا التابعة للجنة الاستشارية العالمية المعنية بمأمونية اللقاحات فى المنظمة إلكترونياً يومَى 16 و19 مارس لاستعراض المعلومات والبيانات المتاحة عن حالات الانصمام الخثارى (الانسداد التجلطى)، ونقص الصفيحات الدموية بعد التطعيم باللقاح، وبناءً على استعراض علمى دقيق للمعلومات المتاحة، توصَّلت اللجنة الفرعية إلى استنتاجات وتوصيات بأنه لا يزال لقاح أسترازينيكا يتمتع بإيجابية للمخاطر والمنافع، أى أن منافعه تفوق الأضرار التى قد تنتج عنه، مع إمكانات هائلة للوقاية من العدوى والحد من الوفيات فى جميع أنحاء العالم.

هل «كورونا» سيصبح مثل «الإنفلونزا الموسمية»؟ أم سيتم القضاء عليه بعد إنتاج اللقاحات؟

– أن يصبح الفيروس مرضاً موسمياً كالإنفلونزا هو أحد السيناريوهات المحتملة، فهناك احتمال بأن يؤدى التوسع فى تقديم اللقاحات لأكبر نسبة من السكان فى كل بلد إلى تحول فيروس «سارس كوفى 2»، المسبب لـ«كوفيد -19» إلى فيروس موسمى، ويعزز هذا الاحتمال ما نراه من تسارع فى وتيرة التحورات التى تدخل على الفيروس، وفى هذه الحالة سيتم تطوير اللقاح كل عام ليواكب التحورات الجديدة التى تدخل على الفيروس، كما هو الحال الآن بالنسبة للإنفلونزا الموسمية.

ظهور سلالات جديدة من الفيروس.. هل يؤثر على اللقاحات وفاعليتها؟

– تخضع التحورات الجديدة للدراسة والبحث والتقصى من قبَل اللجان المعنية فى المنظمة والمنظمات الشريكة وأيضاً فى البلدان والشركات المصنّعة للقاحات، وحتى الآن لوحظ أن تأثير التحورات يتعلق بسرعة انتشار الفيروس عن ذى قبل، ولم تسجل آثار لهذه التحورات على فاعلية اللقاحات المطوَّرة حالياً، ومع ذلك توصى المنظمة وشركاؤها بمواصلة إخضاع التحورات لمزيد من البحث والتحرى وإجراء اختبارات التسلسل الجينى بحيث يتم اكتشاف أى أثر للتحورات على فاعلية اللقاح إذا ما حدث هذا، وربما أدت السرعة المتزايدة فى انتشار الفيروس إلى جعل احتواء الجائحة أصعب، ولكن حتى الآن لا يزال لدينا الاعتقاد بأن التوسع فى توزيع اللقاحات والالتزام بالتدابير الوقائية وإجراءات الصحة العامة سيجعل السيطرة على الجائحة أمراً ممكناً.

ماذا عن توقعات المنظمة بشأن تأثر حصة البلدان النامية ومنها إقليم شرق المتوسط من اللقاحات؟

– لا تزال النسبة الأكبر من اللقاحات التى تم إنتاجها حتى الآن توزع فى البلدان المرتفعة الدخل التى حصلت عليها بالتمويل الذاتى الكامل، وهذا يعنى تأثر حصة البلدان المنخفضة الدخل، ولكننا تمكنا عبر «كوفاكس» من تسريع وتيرة وصول اللقاح إلى البلدان كما كان متفقاً عليه بعد فترة من التأخر، وحالياً نجحنا فى توصيله إلى كل من «أفغانستان، السودان، الصومال، جيبوتى، تونس، الأردن»، ونأمل بحلول مايو أن نصل باللقاح لكل بلدان الإقليم الـ22 بما يغطى نسبة 3% من السكان، وأن تتسع نسبة التغطية بنهاية 2021 إلى 20% من السكان بالإقليم وفى كل الدول.

تجارب مصر

لإنتاج اللقاح

من أهم الحلول التى يمكن أن تسهم فى تحقيق التوزيع العادل للقاح، وتوسيع نطاق التطعيم ليشمل جميع الدول، الحل المتمثل فى زيادة خطوط إنتاج اللقاح فى المزيد من البلدان، ولا شك أن النجاح فى هذا الأمر لا يحل المشكلة الحالية فحسب، بل يعد استثماراً طويل الأمد فى تصنيع اللقاحات بالإقليم، وتتعاون المنظمة مع الدول ذات القدرات الإنتاجية فى هذا المجال، ونأمل أن تكلل تجاربها بالنجاح.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock