آخر الأخبارأخبارأخبار العالم

بعد جريمة متحرش المعادي.. مطالبات بتدريس الثقافة الجنسية للأطفال – مصر

بعد واقعة التحرش الجنسي بطفلة المعادي، التي يتم تدوالها منذ أمس، أعادت الجريمة من جديد المطالبة بتدريس الثقافة الجنسية في المدارس لتوعية الأطفال بجسده وفهم ما يطرأ عليه من تغيرات، كأحد وسائل الوقاية من تكرار مثل هذه الحوادث؛ لكن كيف يتم ذلك، ومن المنوط القيام به هذه المهمة، وأهمية تدريسها، ومدى جاهزية المجتمع لتقبل مثل هذه الأفكار؟.

قال الإعلامي والدكتور خالد منتصر: «أنادي وأطالب بتدريس الثقافة الجنسية في المدارس، منذ ربع قرن؛ وقوبِلَتْ دعوتي بهجوم شديد نتيجة الفهم الخاطىء للمعنى المقصود بالثقافة الجنسية، للأسف ينحصر مفهوم الثقافة الجنسية عند معظم الناس عند اللقاء الجنسي، في حين أن الثقافة الجنسية هى مفهوم أكبر من ذلك».

وأضاف «منتصر» لـ«الوطن»: «ليس من المعقول أن يحفظ الطفل خريطة أفريقيا وآسيا ويجهل خريطة جسده، وليس من المعقول ألا يعرف مرحلة مراهقته وتفاصيلها؛ الثقافة الجنسية ببساطة هى معرفة خريطة الجسد وتغيراته؛ فكيف يفهم كل من الولد والبنت الآخر، وكيف يدخل كل منهما مرحلة المراهقة؟».

منتصر: دعوة أخلاقية لا إباحية

وأكد الإعلامي خالد منتصر على أهمية مسألة تدريس الثقافة الجنسية قائلا: من حق الطفل أن يعرف حدود جسده، كما أن الفهم يسهم في الوقاية من الأمراض الجنسية ومقاومة التحرش والانحرافات الجنسية، لافتا إلى أن الثقافة الجنسية ليست دعوة إباحية ولكنها دعوة أخلاقية، منوِّها إلى أن المسألة منظومة تحتاج اهتمام دور النشر بتقديم قصص وكتابات تسهم في التوعية، وكذلك ووسائل الإعلامعليها أن تفكر في إنتاج أفلام توعية للأطفال لهذا الغرض.

وعبَّر «منتصر» عن أسفه قائلا: «للأسف السينما ووسائل الإعلام روَّجت لمفهوم أن الثقافة الجنسية هى اللقاء الجنسي، وأكبر مثال على ذلك المشهد الشهير في فيلم عادل إمام «التجربة الدانماركية»، الذي ركز على أن الثقافة التي تعلمها المدرسة هى خارجة عن المفهوم الصحيح، وهو مفهوم خاطىء تماما، مؤكدا على أن التدريس العلمي لا تؤدي إلى الإثارة التي يتخوف منها البعض.

وأشار خالد منتصر إلى أن المنهج موجود ومعروف في دول العالم، لتقديم كل معلومة في مرحلة عمرية معينة، وهو مناسب من المرحلة الابتدائية، ابتداء من مفهوم الذكر والأنثى، ولا نحتاج مدرس خاص للثقافة الجنسية، ولكن المسألة تتسرب في جميع المناهج عبر اللغة العربية وباقي المواد الدراسية، فعندما يشرح قصيدة غزل فهذه ثقافة جنسية، وعندما تلفت مدرسة الألعاب الطفلة أثنا على الجمباز بدعوى الحفاظ على غشاء البكارة، بسبب الرياضة فهذا جهل بالثقافة، وفي الغرب تعريف الطفل بجسده من خلال أفلام توعوية، شىء أساسي.

وأوضح «منتصر» أنه مع تدريس التربية الجنسية في المدارس بقوله: «الفكرة مرحَّب بها، لكن بمحاذير معينة؛ وعلينا مراعاة عدة أمور، أولها أن التربية الجنسية ليست ملامسة المعلم أو المعلمة لجسد الطفل، وأن يبدأ التدريس في الصف الأول أو الثاني الابتدائي، وليس في الثانوية العامة.

وفي سياق متصل، قال الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي: «إن ظاهرة التحرش أحد الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي تفشت في السنوات الأخيرة، والأخطر أننا صرنا نجد أن فئات من المثقفين والطبقات المتعلمة تتورط في مثل هذه الوقائع المشينة، مؤكدا أن أن الوعى الديني لم ينضح بعد عند كثير من الناس عند مختلف الطبقات الاجتماعية.

أهمية تدريس التربية الجنسية:

وأكد «حمزة» أن التدريس هذه المعلومات يقلل من حدوث وقائع التحرش الجنسي، ويرفع مستوى وعي الطفل بجسده، ويجعله أكثر حرصا على نفسه، محذرا: المسألة تحتاج جدية لأن أخذ الموضوع بتهريج، سيؤتي نتائج عكسية، موضحا أن المنوط به التدريس معلم للأولاد، ومعلمة للبنات.

وتابع الخبير التربوي قائلا: «في الخارج يتم التدريس بطريقة علمية ومفتوحة، ولكن لا نستطيع في مصر التدريس بهذه المنهج بشكل كامل، إذا أن لدينا عوائق اجتماعية منها الأعراف والتقاليد، منوها منذ عدى سنوات قمت بعمل دراسة لاستطلاع الآراء حول تدريس التربية الجنسية، على عيسنة عشوائية، وكانت نتيجة الدراسة أن 67% رفضوا تدريس التربية الجنسية في المدار، و33% وافقوا.

ونوه «حمزة» قائلا: نسبة الرفض تزيد في الأرياف وخاصة في الصعيد بسبب العادات الاجتماعية الذي يرونه «قلة أدب»، ذلك أن العادات والتقاليد أحيانا أقوى من الدين في مجتمعنا لأنها متأصلة منذ آلاف السنين، مؤكدا أن تشديد العقوبات القانونية على المتحرش من شأنه أن يحد من انتشار الظاهرة بشكل كبير.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock