اكتئاب الأطفال سبب للإصابة بالأمراض العقلية والموت المبكر

حذرت دراسة حديثة من أن الأطفال المصابين بالاكتئاب يواجهون خطرًا متزايدًا بشكل كبير في الإصابة بالأمراض المرتبطة بقضايا الصحة العقلية والموت المبكر.

وبينت نتائج الدراسة التي نشرتها “دورية جاما للطب النفسي” بعد تحليل أكثر من مليون شخص عولجوا في السويد من الاكتئاب خلال سن الطفولة، أن الرجال والنساء الذين أصيبوا بالاكتئاب خلال شبابهم كانوا ستة أضعاف احتمال الوفاة في سن مبكرة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الذين يعانون من اكتئاب الطفولة لديهم مخاطر أعلى بمقدار ثمانية أضعاف للإصابة باضطرابات النوم في مرحلة البلوغ.

وقال الباحثون، إن هذا يمكن أن يشمل مشاكل النوم أو النعاس المفرط أثناء النهار، وهو اضطراب يتسبب في نوم المرضى خلال ساعات النهار.

وقالت سارة بيرجن، المؤلفة المشاركة في الدراسة لوكالة “يو بي آي”: “الأطفال والمراهقون المصابون بالاكتئاب لديهم مخاطر متزايدة من المعاناة من الموت المبكر ومجموعة واسعة من الأمراض في وقت لاحق من الحياة”.

أضافت الباحثة البارزة في معهد كارولينسكا في السويد: “مع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت هذه العلاقة سببية، أو ما إذا كان اكتئاب الطفولة يسبب هذا الخطر المتزايد”.

وتشير تقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن 7 في المائة من الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة يعانون من الاكتئاب وتتزايد النسبة المئوية.

في الدراسة، راجعت بيرجن وزملاؤها البيانات الصحية لما يقرب من 1.5 مليون سويدي ولدوا بين عامي 1982 و 1996 والذين تلقوا علاجًا للاكتئاب بين سن 5 و 19 عامًا.

ووجد الباحثون أن المشاركين في خطر متزايد للإصابة بـ 66 اضطرابًا جسديًا، أو أمراضًا لها أعراض جسدية غالبًا ما تسبب اضطرابات نفسية.

ووُجد أن النساء أكثر عرضة لإيذاء النفس بأكثر من 14 مرة، وكان كل من الرجال والنساء أكثر عرضة للوفاة بأكثر من 14 مرة بسبب إيذاء النفس المتعمد.

بالإضافة إلى إيذاء النفس والانتحار، كان الأشخاص الذين عولجوا من الاكتئاب في مرحلة الطفولة أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي بست مرات، ربما بسبب تعاطي المخدرات بالحقن، وما يقرب من ضعف احتمال الإصابة بالصداع النصفي.

وقالت ماريكا ليون، المؤلفة المشاركة في الدراسة: “من المحتمل أن تؤدي عوامل الخطر الجينية أو البيئية إلى اكتئاب الشباب والأمراض الجسدية”.

أضافت طالب الدكتوراه في معهد كارولينسكا: “بدلاً من ذلك، قد يغير الاكتئاب الآليات البيولوجية بطرق تضر بالصحة العامة في وقت لاحق من الحياة، أو قد يزيد الاكتئاب من مخاطر السلوكيات الصحية السيئة التي تؤدي إلى هذه الارتباطات”.