آخر الأخبارأخبارأخبار العالم

أعداء الأمس.. حكاية ملوك متصارعة وحدتهم مومياواتهم في موكب واحد – مصر

حكاياتهم كانت مليئة بالصراعات والعداوات التي كثيرا ما اشتعلت بينهم على عرش مصر، فذلك فرعون شعر أن حكم البلاد حقا شرعيا له بعد أن اغتصبته منه زوجة أبيه الملك، وهذان أخوان رأى كل منهما أن شقيقه غير جدير بالتفرد وحده بالحكم، إلا أن التاريخ كان كفيلا بلم شتات كل من تصارع على الملك وجعلهم شركاء في حضارة كبيرة يتغنى بها العالم بعد آلاف السنوات من صعود أرواحهم، لتأتي أجسادهم المحنطة في مومياوات لتكمل مشهد التلاحم بينهم، إذ يشهد العالم، بعد ساعات، مراسم نقلها في موكب نقل المومياوات من المتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارة في الفسطاط، ليتحول هؤلاء الملوك المتصارعون على العرش، قديما، إلى متجاورين غير متنافرين، تفخر الدنيا بحاضرهم كما زهت من قبل بحضارتهم.

كراهية «تحتمس الثالث» لـ«حتشبسوت»

الملكة «حتشبسوت»، هي ابنة «تحتمس الأول» ووالدتها هي «أحمس»، توفى والدها عام 1493 قبل الميلاد، وكان له ابن غير شرعي من زوجةٍ تُدعَى «موت نفرت»، وشهد الحكم حينها مشكلة معقدة، وفقا للقواعد يكون الوارث للملك هو أكبر ابن شرعي أنجبه الملك، لكن الموقف حينها كان أكثر تعقيدا، لأن الابنة «حتشبسوت» كانت الأكبر سنا، ومهام الملك كان لا بد أن يتولَّاها رجل، الخروج هذا المأزق يكون بزواج «حتشبسوت» من شقيقها «تحتمس الثاني»، وبذلك يتوج ملك الوجه القبلي والوجه البحري.

بعد وفاة «تحتمس الثاني»، تكررت تلك المشكلة، فلم ينجب من «حتشبسوت» إلا بنتين هما «نفرو رع»، و«مريت رع»، وبذلك يكون الملك دون وريث شرعي ذكر، وذلك أصبحت أما لوارثة العرش، ورئيسة قصر الحكم، وحينها وكانت مقتبل العمر وفترة الشباب، لكن الشعب المصري لم يقبل بذلك وطالب بتولي «تحتمس الثالث»، بن «تحتمس الثاني»، من أحد الزوجات غير الشرعيات تُدعَى «إزيس»، ولكن الابن كان حينها في الـ10 من عمره، لتبدأ خلافاته مع «حتشبسوت»، التي عملت على أن يتم تربيته على كهنة مبعد الإله، وإرساله لكثير من الحروب.

محاولات عديدة قام بها «تحتمس الثالث» لتولي الحكم لكن «حتشبسوت» لم تسمح له بذلك، حتى توفيت وهو في سن العشرينات، ليتولى بعدها هو حكم مصر، ورغم ما أشيع أنه هو من دبر لمقتلها، إلا أن التواريخ والبرديات تشير أن وفاتها جاءت طبيعية، واستمر في الحكم لقرابة 55 عاما، أسس فيها إمبراطورية قوية في تاريخ مصر القديمة، كانت خلال الأسرة الـ18 وعرفت بقوتها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وفقا للدكتور مجدي شاكر الخبير الأثري.

في بداية حكم «تحتمس الثالث» رغب في عدم إظهار حب الانتقام منها مباشرة، ولكنه جاء تدريجا، لأسباب عديدة أهمها أن مركزه ليس بعيدًا عن الخطر، لكنه بعد فترة بدأ في الانتفاع منها فعمل على تهديم أي عمل قامت بإنشائه، فهُشِّمت تماثيلها ومُحِي اسمها ومن اشترك معها في إبعاده عن الحكم، كما حاول إخفاء مسلتها الموضوعة في معبد الكرنك ببناء جدار عال يحجب المصريين عن رؤيته.

كراهية رمسيس الخامس والسادس الأشقاء

رمسيس الخامس والسادس الأشقاء، فكلاهما من نسل «رمسيس الثاني»، ولكن كل منهما من أم مختلفة، فالأب تزوج أكثر من مرة، وكان الشقيقان رمسيس الخامس والسادس، على خلافات دائمة ومستمرة، نتيجة غيرة كل منهم من الآخر، وبعد وفاة رمسيس الخامس عام 1145 قبل الميلاد، تولى السادس أمور الملك ليصبح الحاكم الخامس للأسرة العشرين في مصر، وظل على العرش لقرابة الـ8 سنوات.

كراهية رمسيس السادس لشقيقه، ظهرت بعد فترة وجيزة من وفاته، فاستولى على قبر في والدي الملوك تم بناء وتنفيذه لرمسيس الخامس، وعمل على توسيعه وإعادة تزيينه لنفسة، ونقل أخيه إلى قبر غير معروف في منطقة وادي الملوك، العام نفسه شهد أيضا إصداره الأومر بتقليص أعداد العمال العاملين في مقبرة الملك من 120 عضوا إلى 60 عضوا.

لم يتوقف الأمر عند هذا وحسب، بل لجأ أيضا لاغتصاب تماثيل وآثار سلفه، فعمل على محو اسمه المنقوش على بعض المسلات والمعابد والتي كانت موجودة في أماكن متفرقة، كذلك أحد المسلات في معبد الكرنك، فضلا عن النقوش الخاصة به في قبره، كذلك اغتصب المعبد الجنائزي الذي شيد في جبانة العاسيف بالأقصر، والذي كان قد شيده الملك رمسيس الخامس.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock